-------------------------
الإنتقال إلى مسرح البالون
-------------------------
انتقل الزمالك من موقعه إلى موقع آخر زادت جماهيريته وشعبيته .. جاء انتقاله إلى موقعه مكان دار القضاء العالى وسط القاهرة عام 1913 بأكثر من ميزة فقد أصبح فرصة للمارة لكى يشاهدوا مباريات الكرة التى كانت تقام على الملعب بين الفرق المصرية والإنجليزية .. وكان المباريات تشهد تجمعات جماهيرية كبيرة .
فى عام 1924 ومع ازدياد أعضائه قررت وزارة الأوقاف برئاسة جعفر والى باشا أن يتم نقله إلى موقع جديد على النيل مكان مسرح البالون الموجود حاليا .. فقد كانت تلك الأرض ملكا للأوقاف .. وفى الموقع الجديد بمسرح البالون وهنا عرف النادى لأول مرة ألعابا جديدة مثل كرة السلة والطائرة والملاكمة والمصارعة
----------------
نادى فاروق
----------------
فى عام 1943 سافر الأهلى إلى فلسطين بدعوة من هناك لأداء بعض المباريات الودية .. ولهذا السفر قصة
كان فؤاد سراج الدين وكيلا للنادى الأهلى ووزيرا للداخلية فى نفس الوقت .. ويريد للأهلى أن يسافر ..ولكن محمد حيدر ( رجل الزمالك ) رئيس اتحاد الكرة رأى أن هذا السفر غير مناسب .. وسحب أوراق اللاعبين من وزارة الشئون الاجتماعية ( التى كانت تشرف على الأندية ) من أجل تفويت فرصة السفر .. ولكن فؤاد سراج الدين تحايل على السفر بطريقة أخرى حينما أعلن أن هذا الفريق هو منتخب القاهرة وليس النادى الأهلى .. وتحت هذا المسمى كان لابد لاتحاد الكرة أن يوافق ..ودفع سراج الدين من جيبه الخاص 150 جنيها تكاليف السفر .. وسافر الفريق بالفعل .. عقب العودة قرر اتحاد الكرة إيقاف لاعبى الأهلى الذين سافروا لأنهم خالفوا التعليمات لمدة 8 أشهر ..وجاءت مباراة الزمالك مع الأهلى فى نهائى الكأس وأصبحت على سطح صفيح ساخن .. لأن المباراة لابد أن تقام ..ولاعبو الأهلى فى حالة إيقاف ..ولابد من حل
وتم التوصل لصيغة وسط بين الأطراف الثلاثة بأن قام لاعبو الأهلى بالتوقيع على أوراق تفيد أنهم خالفوا التعليمات مع إقرار بعدم تكرارها .. وهى صيغة تم الاتفاق عليها بين الأطراف للخروج من هذا المأزق .
وأقيمت المباراة النهائية بين الزمالك و الأهلى ..وفاز الزمالك 6 / صفر بأهداف رائعة جميلة أحرزها كل من الساحر عبد الكريم صقر " سجل هدفين " ومحمود حافظ زقلط " 3أهداف " والسحيمى هدف ..وقدم نجوم الزمالك عرضا أشبه بالسحر ..وقام الملك فاروق بتهنئة اللاعبين بنفسه عام 1944 .. حيث كان يشاهد هذا اللقاء .. واعجب بأداء الزمالك الرفيع .. وأمر فورا بإطلاق اسمه على المختلط ليصبح نادى " فاروق " .
----------------------------
الزمالك يرفض الانتقال للهرم
----------------------------
مع نهاية الحرب العالمية الثانية 1944 أنكسرت شوكة هتلر فى ألمانيا وموسولينى فى إيطاليا .. تبع ذلك ضرب انصارهما فى كل مكان رغم أن الشعب كان يتعاطف معهما نكاية فى إنجلترا المحتلة .. فقد كان الجميع يؤمن أن فوزهما سوف يحرر مصر من سلطة الاحتلال الإنجليزى .
كانت الجالية الإيطالية فى مصر قد اختارت قطعة أرض كبيرة بجوار الهرم لتكون ناديا أطلقوا عليه اسم "الليتوريا ".. وقررت المحكمة ضمه للأملاك الأميرية عقب خسارة إيطاليا فى الحرب ..وعرضت على نادى الزمالك إمكانية انتقاله لموقع "الليتوريا " بالهرم ( وهو المكان الذى تشغله جاليات كلية التربية الرياضية بالهرم ) ولكن حيدر باشا رفض هذا الطلب .. وأصر على موقعه فى مسرح البالون بجوار النيل .
أراد حيدر باشا أن تزداد الرعاية الملكية لهذا النادى فاستحدث منصب نائب الرئيس لأول مرة وشغله إسماعيل بك شربين وكان زوجا للأميرة فوزية
شقيقة الملك فاروق
المثير للدهشة أن إسماعيل بك شربين كان وزيرا للحربية والبحرية فى الوزارة التى يرأسها أحمد نجيب الهلالى يوم 22 يوليو 1952 ولم تستمر سوى ساعات قليلة فقط
الاندهاش فى تعيين إسماعيل شربين وزيرا للحربية لأنه لم يدخل الكلية الحربية ولم يتخرج منها .. بل جاء اختياره لمجرد مصاهرته للملك فاروق فقط !
--------------
زمالك الثورة
--------------
الزمالك هو مرآة لشعب مصر .. مع قيام ثورة يوليو 1952 .. وبالتحديد نهاية 1952 تقرر عقد جمعية عمومية .. وفيها تم عرض تغيير اسم النادى إلى الزمالك بدلا من " فاروق " .
جاء إطلاق اسم الزمالك وسط مظاهرة حب وتأييد من الجميع لقربه فى موقعه الجغرافى من حى الزمالك الارستقراطى الهادئ الجميل الذى كان حلما يراود أى مصرى بالسكن فيه .
فى نهاية 1952 تم عقد الجمعية العمومية لم يتقدم لها حيدر باشا الذى آثر الانسحاب من الحياة العامة بعد شعوره بعصر جديد ..وجاء المجلس بالانتخاب من الدكتور محمود شوقى رئيسا ( كان يشغل منصب الأمين العام للشهر العقارى ويعمل قاضيا فى المحاكم المختلطة )
-------------
عصر حلمى
-------------
مهما أقول عن المهندس محمد حسن حلمى فلن أوفيه حقه ويكفى تلك المعادلة الشهيرة إذا قلت المهندس حلمى فإن الزمالك يترادف مع الاسم تلقائيا .. هو بحق قائد مسيرة الزمالك خلال النصف الثانى من القرن العشرين .
جاءت ثورة ثورة 1952 وقررت إجراء انتخابات التجديد النصفى لمجالس إدارات الأندية كل 6 أشهر لضخ الدماء الجديدة دائما فى شرايين الإدارة فى سبتمبر 1953 تم الانتخابات واختير أحمد شوقى رئيسا ومحمد حسن حلمى سكرتيرا عاما .
----------------
رجال المال
----------------
فى سبتمبر 1955 رأى الأعضاء ضرورة الاستعانة برجال من أصحاب المال والثروة ليعطوا دفعة قوية للمنشآت التى بدأت تتطلبها الألعاب الجديدة .. وبدأ اسم عبد الحميد الشواربى يطل بقوة .. وفاز فى انتخابات هذا العام .. وسافر الشواربى إلى أوروبا لمحاولة نقل ما يدور هناك من إنشاءات ونظم وقوانين وبالفعل عاد .. لكنه اختفى ولم يقدم شيئا مما اضطر المجلس إلى إقالته وتصعيد الدكتور أحمد شوقى الذى كان نائبا للرئيس ليتولى ومعه بعض الأعضاء الذين يحبون النادى من قلوبهم مثل توفيق الطحاوى ومحمد منير عبد العزيز وعبد الحميد حمدى .
-------------------------
أبو رجيلة .. سيرة عطره
---------------------------
فى عام 1956 تم تعديل القوانين لتجرى الانتخابات كل 3 شهور .. وهنا ظهر اسم عبد اللطيف أبو رجيلة صاحب الأيادى البيضاء الكثيرة على نادى الزمالك والذى قدم الكثير والكثير وتقدم للرئاسة وفاز بالتزكية وبالحب والتقدير .
فى نهاية 1956 رأت وزارة الأوقاف برئاسة الشيخ أحمد حسن الباقورى أن يتم استغلال أرض النادى فى مسرح البالون فى إقامة بعض المشروعات وعرضت على مجلس إدارة نادى الزمالك إمكانية الانتقال إلى أرض جديدة فى ميت عقبة على نفس شارع 26 يوليو تتبع أيضا لوزارة الأوقاف .
ورفض أعضاء نادى الزمالك هذا الطلب وأصروا على البقاء بموقعهم .. وعندما تأزم الموقف تدخل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى استدعى أحد أعضاء الزمالك البارزين وهو سعد الدين متولى وطلب منه حل الموضوع وديا مع الشيخ الباقورى .
وبالفعل تم التسوية وحصل الزمالك على أرضه فى ميت عقبة فى يناير 1957 .
وهنا رأى الزمالك أن أرضه الجديدة تقع مباشرة على شارع 26 يوليو .. بل بعيدة عنه إلى الداخل منه قليلا .. وخشى الأعضاء من أن تحيط به المساكن والمبانى والعمارات ويصبح قريبا من شرفات البيوت وأسطح المنازل مما يؤدى إلى عدم راحة للاعبين .. ولذلك طلب الأعضاء أن تمتد تلك الأرض إلى الشارع الرئيسى ( 26 يوليو ) .. وبالفعل حصلوا على المساحة المتبقية ووصل مقر النادى إلى بداية الشارع .. وهى مساحة المبنى الاجتماعى الموجود حاليا والحديقة المجاورة له السور الخارجى .
كانت الصحف تقف مع الزمالك فى محنته لدرجة أن صحيفة الأهرام خرجت بمانشيت يقول " صرح من صروح كرة القدم فى مصر ينهار "
فى تلك الأرض الجديدة بميت عقبه ظهرت ملحمة أبناء الزمالك وتضافرت الأيادى وتم إنشاء ملعب كرة افتتح بمباراة ودية مع فريق دوكالا براغ التشيكى وفاز الزمالك 2 / صفر .. وتنازل الفريق الضيف عن مستحقاته لصالح شهدائنا من عدوان 1956
--------------------
صدمة بسبب التأميم
--------------------
جاءت قرارت التأميم فى مصر عام 1961 بمثابة صدمة قوية .. فقد تم تأمين ممتلكات كبار الإقطاعيين ورجال المال ومنهم عبد اللطيف أبو رجيلة وأصبح الرجل فى حيره من أمره حتى ترك النادى .
ولكن كان لابد من البحث عن بديل على نفس المستوى لمواصلة مشوار التحديث
يقول المرحوم حنفى بسطان أثناء جلوسى فى حديقة النادى ذات يوم جاءنى المرحوم اللواء محمد سعد ومعه اللواء طوسون محرز وهما عاشقان للزمالك ويعملان فى مباحث أمن الدولة بالجيزة .. وأخبرانى أن هناك رجلا عظيما يمتلك شركة الشيخ الشريب ويرأس شركة الكوكاكولا اسمه علوى الجزار ومن الممكن أن يحل محل أبو رجيلة كرئيس النادى وبالفعل توجه الثلاثة ومعهم المهندس محمد حسن حلمى وسعد الدين متولى وحسين لبيب وقابلوا الجزار فوافق على العرض . وقام فعلا بإحضار فريق ريال مدريد الأسبانى على نفقته الخاصة ولعب مع الزمالك بإستاد القاهرة وخسر الزمالك 1 / 4 .. فى تلك الفترة بدأ الزمالك يكتسب شعبية جديدة .. تزايدت جماهيريته حتى صارت خارج الحدود .. وانطوت صفحة ذهبية من تاريخ هذا النادى كانت عظيمة بقيادة عبد اللطيف أبو رجيلة وأصبح اسمه مصدر حب وتقدير من الأجيال الزملكاوية حتى يومنا هذا .
-------------------
شخصية عامر
-------------------
فى الفترة بدأ اسم عبد الحكيم عامر يتردد بالقوة ليس لأنه شقيق عبد الحكيم عامر فقط ولكنه عاشق للزمالك .. وشخصية رياضية لها إتصالاتها القوية مع السلطة وبالفعل أجمع أعضاء الزمالك على إختياره رئيسا للنادى فى تلك المرحلة وتكون مجلس الزمالك عام 1962 من :
واستحدث المجلس هيئة من وكلاء الشرف للمشورة تضم كلا من : الدكتور محمود شوقى ومحمد لطيف وجلال قريطم ومحمود إمام ومحمود حافظ والملاحظ أن تلك الشخصيات كانت لها ثقل كبير فى الزمالك وأعطته الكثير وكانت من العوامل الرئيسية التى جعلت الجماهير تؤازر الزمالك .. وكانوا بالفعل رجال من وجهاء الأمة فى شتى الميادين .
واستطاع المهندس حسن عامر أن يزيد 17 فدانا إلى مساحة النادى حتى أصبح 36 فدانا وهى مساحته الحالية وحصل فريق الكرة على وسام الرياضة من الزعيم جمال عبد الناصر للفوز التاريخى على فريق ويستهام الإنجليزى 5 / 1 .
ولم نلبث أغلبية شخصيات هذا المجلس أن عادت مرة أخرى وفازت بالتزكية فى يناير 1967
---------------
نكسة 1967
-----------------
جاءت نكسة 1967 لطمة قوية للجميع .. خلقت وراءها حزنا عميقا فى النفوس .. وليصبح لها صوت يعلو فوق صوت المعركة .. وقرر طلعت خيرى وزير الشباب حينئذ تعيين مجالس إدارات الأندية واستبعاد الانتخابات .. وتشكل المجلس المعين ضم المهندس محمد حسن حلمى رئيسا ..واستمر حلمى قلب الزمالك النابض ولم يرحل حسن عامر ومضيت السفينة فى مشوارها حتى رحل زامورا واثر عامر الابتعاد وجاء حسن ابو الفتوح ثم نور الدالى وجلال ابراهيم ثم الدكتور كمال درويش ثم المستشار مرتضى منصور
حقا اانها حكاية قلعة رياضية شامخة
--------------------------
بقية المصادر:صحف ومجلات وكتب قديمة وروايات اشخاص على قيد الحياة وموقعsc